آية كريمة خُتمت بها سورة هود، تضمنت عقيدة، وشريعة، وإخباراً، تلك الآية هي قوله سبحانه: --ولله غيب السماوات والأرض وإليه يرجع الأمر كله فاعبده وتوكل عليه وما ربك بغافل عما تعملون} (هود:123) نقف مع هذه الآية بضع وقفات، نتبين من خلالها ما تضمنته هذه الآية من تقريرات وإرشادات.
الوقفة الأولى: قال ابن عطية: "هذه آية تعظيم وانفراد بما لا حظ لمخلوق فيه، وهو علم الغيب، وتبيين أن الخير والشر، وجليل الأشياء وحقيرها مصروف إلى أحكام مالكه، ثم أمر البشر بالعبادة والتوكل على الله تعالى، وفيها زوال همه وصلاحه ووصوله إلى رضوان الله تعالى".
الوقفة الثانية: قررت الآية الكريمة أن الأمر كله لله سبحانه، فله الخلق والأمر، وإليه المرجع والمآب، فيجازي كلًّا بما عمل، إن خيراً فخير، وإن شراً فشر. وفي قوله عز شأنه: --وإليه يرجع الأمر كله} تنبيه لكل إنسان، ليعمل مستهدفاً النجاة حين لا يكون لنفسه على نفسه سبيل يوم القيامة. وليعلم كل إنسان أن كل ما يستمتع به من نعم في هذه الحياة، إنما هي منه سبحانه، فهو الذي أعطى الإنسان القدرة على العمل والنشاط والحركة، وحين يشاء سبحانه يسلب كل نعمه عن عبده؛ لأن الأمر كله يعود إليه سبحانه، وليس لأحد سواه أمر ولا شأن، وما دام الأمر كذلك، فعلى العبد عبادة الله وحده؛ لأنه سبحانه صاحب الأمر ماضياً، وحاضراً، ومستقبلاً، وإن شئت قل: سبحانه صاحب الأمر في كل زمان، وفي كل مكان، وفي كل حال.
الوقفة الثالثة: أمرت الآية الكريمة العباد بأن يتوجهوا في عبادتهم إليه سبحانه دون سواه، فهو الجدير أن يُعبد، وهو الحقيق أن يُقصد، وقَرْن العبادة بالتوكل دليل على ارتباطهما ببعضهما؛ فمن لا توكل له، لا يستقيم على العبادة، ومن توكل على الله، كفاه سبحانه أمر دنياه وأخراه. قال ابن كثير: "فأمر تعالى بعبادته والتوكل عليه؛ فإنه كاف من توكل عليه، وأناب إليه"، كما قال سبحانه في آية أخرى: {ومن يتوكل على الله فهو حسبه} (الطلاق:3).
الوقفة الرابعة: خُتمت الآية بقوله سبحانه: --وما ربك بغافل عما تعملون} وهذا الختام يتضمن إخباراً وتقريراً بأنه سبحانه يجازي كل إنسان بما عمل؛ فإن الله لا يضيع أجر من أحسن عملاً، وهو سبحانه كذلك سيعاقب من أعرض عن ذكره، ولم يعمل بشرعه، واتبع هواه. كما أن ختام الآية يومئ بأنه سبحانه راصد لأعمال عباده، لا تخفى عنه خافية، ولا يعزب عنه مثقال ذرة في الأرض ولا في السماء، ولا أصغر من ذلك ولا أكبر، وأن كل ذلك مسجل في كتاب مبين، كما قال عز شأنه: --وأحاط بما لديهم وأحصى كل شيء عددا} (الجن:28).
الوقفة الأولى: قال ابن عطية: "هذه آية تعظيم وانفراد بما لا حظ لمخلوق فيه، وهو علم الغيب، وتبيين أن الخير والشر، وجليل الأشياء وحقيرها مصروف إلى أحكام مالكه، ثم أمر البشر بالعبادة والتوكل على الله تعالى، وفيها زوال همه وصلاحه ووصوله إلى رضوان الله تعالى".
الوقفة الثانية: قررت الآية الكريمة أن الأمر كله لله سبحانه، فله الخلق والأمر، وإليه المرجع والمآب، فيجازي كلًّا بما عمل، إن خيراً فخير، وإن شراً فشر. وفي قوله عز شأنه: --وإليه يرجع الأمر كله} تنبيه لكل إنسان، ليعمل مستهدفاً النجاة حين لا يكون لنفسه على نفسه سبيل يوم القيامة. وليعلم كل إنسان أن كل ما يستمتع به من نعم في هذه الحياة، إنما هي منه سبحانه، فهو الذي أعطى الإنسان القدرة على العمل والنشاط والحركة، وحين يشاء سبحانه يسلب كل نعمه عن عبده؛ لأن الأمر كله يعود إليه سبحانه، وليس لأحد سواه أمر ولا شأن، وما دام الأمر كذلك، فعلى العبد عبادة الله وحده؛ لأنه سبحانه صاحب الأمر ماضياً، وحاضراً، ومستقبلاً، وإن شئت قل: سبحانه صاحب الأمر في كل زمان، وفي كل مكان، وفي كل حال.
الوقفة الثالثة: أمرت الآية الكريمة العباد بأن يتوجهوا في عبادتهم إليه سبحانه دون سواه، فهو الجدير أن يُعبد، وهو الحقيق أن يُقصد، وقَرْن العبادة بالتوكل دليل على ارتباطهما ببعضهما؛ فمن لا توكل له، لا يستقيم على العبادة، ومن توكل على الله، كفاه سبحانه أمر دنياه وأخراه. قال ابن كثير: "فأمر تعالى بعبادته والتوكل عليه؛ فإنه كاف من توكل عليه، وأناب إليه"، كما قال سبحانه في آية أخرى: {ومن يتوكل على الله فهو حسبه} (الطلاق:3).
الوقفة الرابعة: خُتمت الآية بقوله سبحانه: --وما ربك بغافل عما تعملون} وهذا الختام يتضمن إخباراً وتقريراً بأنه سبحانه يجازي كل إنسان بما عمل؛ فإن الله لا يضيع أجر من أحسن عملاً، وهو سبحانه كذلك سيعاقب من أعرض عن ذكره، ولم يعمل بشرعه، واتبع هواه. كما أن ختام الآية يومئ بأنه سبحانه راصد لأعمال عباده، لا تخفى عنه خافية، ولا يعزب عنه مثقال ذرة في الأرض ولا في السماء، ولا أصغر من ذلك ولا أكبر، وأن كل ذلك مسجل في كتاب مبين، كما قال عز شأنه: --وأحاط بما لديهم وأحصى كل شيء عددا} (الجن:28).